الطوفان العربي قادم .. وأمريكا والصهيونية وذيولهما في ذبول

الطوفان العربي قادم .. وأمريكا والصهيونية وذيولهما في ذبول

  • الطوفان العربي قادم .. وأمريكا والصهيونية وذيولهما في ذبول

اخرى قبل 4 سنة

الطوفان العربي قادم .. وأمريكا والصهيونية وذيولهما في ذبول

بقلم : عبدالحميد الهمشري

 حالة الضياع والتشتت والانصياع العربي لإرادة الأجنبي التي مضى عليها قرون ، ما زالت تنخر الجسد العربي ، فالعالم العربي يعاني منذ سقوط الدولة العباسية من حالة صراع دائمة مع الطامعين ، قادت لتشرذمه عبر هذه المرحلة القاسية التي عاشها وما يزال وقعها شديد الوطأة عليه ، رغم انطلاقات ثورية وتضحيات جسام من حركات وأحزاب قومية ودينية في سبيل الخلاص من سطوة الأجنبي ، وعلى رأسها حزب العربي الاشتراكي ، تركته أسير تجاذبات أبقته صريع تداخلات وتدخلات فرضت أجنداتها ومكامن خطورتها على واقعه المؤلم ، ساهمت وما زالت دول صنع القرار والنفوذ تفرض أجنداتها على أرجائه ، وتعمل بكل السبل لتشتيت أية جهود خيرة ومخلصة لإعادة اللحمة بين أرجائه وبعثرتها ، لمنع تثبيت أو إعادة ترميم ما تم بناؤه خلال العشرات من السنين وتجذير أساساته ، لتبقيه عاجزاً عن مسايرة كل تطور وتحت رحمة الأقدار ، ليبقى من غير الممكن ردء الأخطار التي تتهدد الوجود العربي برمته ، لكن مع هذا وذاك ما زالت هناك حهود تبذل من شباب خير لنفض غبار الذل والعبودية تقدم الغالي والنفيس في سبيل التخلص من أدران الذيول الذين يعينون الطامعين لسلب حرية الشعب العربي ووطنه بأجندات تبقيه تابعاً في الكثير من البلدان العربية كالعراق وفلسطين وتونس والجزائر وغيرها من الأقطار . جهود الخيرين الطامحين نحو التحرر وبناء المستقبل العربي في مواجهة أجندات الطامعين ، ما زالت تصطدم بواقع مؤلم ، وهي مساندة ومؤازرة الطامعين من قبل ذوي المصالح من أبناء جلدتنا ومكونات مجتمعاتنا على حساب الصالح العام ، وهؤلاء يجري تمكينهم واستبدالهم بآخرين كلما انتهت مرحلة ، تكون الجديدة منها ذات وقع أشد سوءاً وأكثر إيلاماً عمن سبقتها، لتحميل وزرها ومسؤولية الحال الذي آل إليه الأمر لأهل الصفاء والنقاء والساعين لرفعة الأمة ، فتبذل قوى الفساد والإفساد التي تنفذ مهام دول النفوذ جهدها ، لسلب ونهب مدخرات الأوطان خدمة لناهبي ثروات البلاد والعباد ومدنسي طهر أرضها وعزة وكرامة أهلها ، فما جرى في مصر عبدالناصر 1967 وعراق الشهيد صدام حسين 2003 و ليبيا معمر القذافي عام2012 ، وتدخلات إقليمية دولية في اليمن وسوريا لصالح حركات داخلية احتضنت إيران وروسيا وأمريكا موالين لها في كل منها أجهضت اللحمة الوطنية في كل منها وتركتها في مواجهة فتن طائفية مزقت التعايش السلمي بين مكوناتها ، وما يجري في السودان لم يكن بعيداً عن هذه اللعبة الحقيرة إلا أن شعبها أدركها قبل أن يفلت عقالها من يده بفعل تعاضد وتكاتف أحزاب وحركات وطنية قادت البلاد في مرحلة انتقالية بفعل تضحيات وجهود الخيرين فيه والذين أتمنى لهم بالتوفيق والخروج بسفينته المبحرة نحو شط الأمان . فما جرى في العام في العام 1991 و 2003 هدف إلى إسقاط النهج القومي ، ومكن الـ " بوشين الأب والإبن " من تدمير العراق بعد وقف عجلة التقدم فيه واستهدافه لنظام حكم الحزب القومي الوطني ومن ثم تشريعه اجتثاثه كونه كان ولا يزال الشوكة بل المدحلة المعيقة لهيمنته على المنطقة العربية ويشكل وجوده تهديداً على وجوده ووجود كيانه الغاصب على أرض فلسطين ، كما مد الحبل لترامب مهووس الصهيونية اليهودية للتمادي على العرب في فلسطين وتطويبها وكأنها ملك أبيه لليهود ومواصلة لعبة دولته راعية الإرهاب العالمي ولصوص الأرض في كل مكان من المعمورة للعبث ليس في العراق وحده بل امتد ليطال الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان وليبيا ومصر والسودان وتونس والجزائر وجزيرة العرب ، تنفيذاً لما هو مرسوم من أجندات ومخططات وأهداف تمكن الكل المعادي وعلى وجه الخصوص الدولة العبرية وإيران وحتى تركيا من العبث في الأرض العربية خدمة لمصالحها ومصالح الغرب المعادي بقيادة أمريكا دون أي اعتبار للعرب . مما أفسح المجال في هذا الواقع المزري لنتنياهو من التمادي في غيه وعدوانه وإجراءاته التنفيذية التعسفية في القدس والأغوار ومناطق " جـ " التي تشكل 62% من مساحة الضفة الغربية وكل فلسطين بإعلانه قومية الدولة اليهودية للانتقال بها من مشروع دولة في العرف الصهيوني إلى الدولة القومية اليهودية والتي ما تزال حدودها في خبر ما سيكون ، ويقرره إلى ما سيؤول إليه حال الوطن العربي أمام مجريات الأحداث المتسارعة ، كما ترك الحبل على غاربه للأطماع الفارسية من أن تنهش في الجسد العربي في أكثر من موقع ودوله مقابل ما قدمته لواشنطن من خدمات في تمكينه من احتلال العراق وأفغانستان ، فمكنها من العراق ومن القضاء على ثورة الأقاليم الإيرانية المتاخمة لأفغانستان ومن الانتشار في سوريا ولبنان واليمن ، مصالح متبادله لكنها تبقى بين سيد ومسود ، كما مكن تركيا من العبث بسلامة الأراضي السورية التي أعلنت مؤخراً البدء ببناء مستوطنات فيها على غرار مستوطنات اليهود في فلسطين ومن نقل من صنعتهم لتدمير الدولة السورية لاستكمال الدور الذي أنشأتهم من أجله إلى ليبيا لتمكينهم فيها ليكونوا مستقبلاً معولها الهادم لمن يحيط بها من دول عربية تونس ، الجزائر ، السودان والأهم مصر العروبة والسواحل العربية في البحر المتوسط وفي هذا تسديد فواتير ، فما كان لأمريكا القدرة على احتلال العراق لولا مساعدة إيران والتسهيلات التركية في قاعدة انجرليك للناتو حيث هيمنت على الشمال العراقي بفضل انفصاليي الشمال العراقي رغم أنهم يهددون وحدة الأراضي التركية . الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وطننا العربي من مختلف الطامعين من فرس وأتراك ويهود وأمريكان وروس تحول دون تمكن دوله من رأب الصدوع فيما بينها وكذلك مع مواطنيها ، بل تزيد من الأمور اشتعالاً بصب الزيت على النار ،إمعاناً في الاستئثار بما يتميز به من مواقع استراتيجية تتحكم بمنافذ العالم البحرية التي لا يمكن لأساطيلها التجارية إلا المرور عبرها ، وما حباه الله من ثروات تسهم في خير البشرية وسعادتها وفي ذات الوقت بسبب هؤلاء الطامعين سبب تعاسة وشقاء أبناء العروبة، ناهيك عن كونها مهد رسالات التوحيد التي يعتنقها ما يربو عن الـ 60% من أبناء البشرية التي تعمر الأرض ، وترسيخاً لذلك حرصت دول النفوذ الكبرى خاصة أمريكا وروسيا لتحويل الساحة العربية إلى كيانات متناحرة ، تشتيتاً للجهد العربي ليبقى عاجزاً عن إدارة شؤون نفسه بنفسه حتى لا يكون له أي دور في صياغة وجوده في أي محفل دولي سوى أن يكون تابعاً لهذا أو ذاك ، وبمزاج البعض من هؤلاء الطامعين وبمساندة من أتباع الطابورين الخامس والسادس عيون دول النفوذ فيها الملقى على عاتقهم الإسهام في زعزعة أمن واستقرار دولها ، يضاف لهذين الخطر الكامن من أبناء الطابور الحادي عشر ممثل الماسونية العالمية ومن يعومون مع تيار الاستعباد العالمي الذين يتساوقون مع المثل القائل " إذا هبت رياحك فاغتنمها " أي ممن يتحينون الفرص ليصطادوا الفتات في الماء العكر ويقدمون الكثير فيرضون غرورهم على حساب استقلال وحرية أوطانهم. وفي الختام رغم هذا الواقع السيء ، إلا أن الأمل يبشر بأن القادم من الأيام يحمل ما يسر البال والخاطر ويبعث على الأمل والتفاؤل، فالطوفان العربي قادم سيجرف كل ما يصادفه من معيقات وأدران قد تعيق تطور الأمة ووحدة حالها ، فأمريكا والصهيونية وذيولهما من فرس وأعوان في ذبول ، وما تشهده الساحة العربية من حراك شعبي بناء ينبئ بذلك بفضل تضحيات رفاق الدرب والمسيرة في حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الخيرة في الأمة.. فما طار طير وارتفع إلا بفعل شر أعماله قد انتهى بعد أن وقع . abuzaher_2006@yahoo.com

التعليقات على خبر: الطوفان العربي قادم .. وأمريكا والصهيونية وذيولهما في ذبول

حمل التطبيق الأن